صور البنات ع الفيس بوك

أصبح موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك متدخلا في حياتنا اليومية بصورة كبيرة، حتى أنه بات يقدم لنا ثقافة جديدة ويجعلنا نتقبل القيام ببعض السلوكيات والتصرفات التي كانت في الماضي موضع امتعاضنا ونفورنا.
ومثلما كان للفيس بوك وجه إيجابي، بمساهمته في تحريك ربيع الثورات العربية في مصر وتونس وليبيا وغيرها من الدول العربية، فإن الفيس بوك في مجتمعنا العربي بات له وجها آخر، إذ أصبح الموقع الإجتماعي الأشهر هو نافذة التوثيق الأولى لما نقوم به على مدار الساعة، حيث أصبحت حياة كل منا بمثابة كتاب مفتوح لأصدقائه الذين باتوا يعلمون جيدا ما يشعر ويقوم به أصدقاؤهم، لكن الجديد في الفترة الأخيرة، هو ذلك الانتشار المفاجئ للصور الشخصية للفتيات العربيات عبر الفيس بوك، فلم يعد من المرفوض أن تصبح صور الفتاة متاحة للجميع يبدون اعجابهم بها، ويقومون بالتعليق على مدى جمالها وأناقتها..... وإلخ.

فما رأي الشباب العربي في فكرة أن تضع خطيبته أو زوجته صورها على فيس بوك؟ وما رأيكم انتم
في البداية، يقول نادر عبد المنعم - 27 سنة: "لا أوافق طبعا، أحيانا يكون هناك أشخاص مضافون على صفحاتنا الشخصية ولا تربطنا بهم صداقة فعلية، فلماذا أوافق على أن تكون صورة زوجتي أو خطيبتي متاحة للغرباء؟".
أما محمود راشد - 30 سنة فيبرر رفضه لهذا الأمر بأن الرجل عندما يرتبط بالخطيبة أو الزوجة، فمن الطبيعي أن يكون واقعا في حبها، وبالتالي يكون هناك نوع من الغيرة المنطقية، مؤكدا على كلامه بمقطع من قصيدة هشام الجخ "أيوه بغير"، والذي يقول:
النسوان في بلادنا جواهر
طب لو عندك حتة ماس
حتخلّيها مداس للناس؟؟
ولا حتقفلي اوضة عليها بميت ترباس؟!
يمكن حتى تأجري ليها جوزين حراس
حسين أحمد -27 سنة- يقول: "لا أوافق على هذا الأمر. أنا دائم الشجار مع خطيبتي بسببه، لأنني مقتنع أن الصور الشخصية نوع من الخصوصية ، واذا سمحت لها بذلك، سيكون هناك مجال للآخرين لمضايقتها، فلماذا أوافق على ذلك؟"

ويستعرض احمد محمد - 28 سنة - جانبا مختلفا من الموضوع، حيث يعلّق: "الظروف الحالية في العالم العربي لا تشجعنا على ممارسة هامش الحرية المتاح لنا على الوجه الكامل، فإذا سمحت لخطيبتي بذلك، فسيكون هناك عواقب وخيمة، فالمجتمع بات متخلفا، ونسبة كبيرة من رواد الفيس بوك يسيئون استخدامه، فبات من العادي أن يقوم شاب بإنشاء صفحة خاصة به باسم فتاة، وقد يحصل بالصدفة على صور خطيبتي من أجل صفتحه الوهمية التي قد تحمل اسم "زيزي الأمورة" ويصبح لديها 3000 صديق، كما قد يقوم من خلال هذه الصفحة ببعض التصرفات المشينة، الأمر الذي سيسئ بالطبع لخطيبتي ولن يمكننا تداركه أبدا".

بينما شرح وائل حسن - 25 سنة - وجهة نظره الرافضة لهذا الأمر، مؤكدا أن الفيس بوك غير مضمون، واجراءات الحماية به لا يتم تفعيلها دائما، لافتا إلى أنه لا يسمح لزوجته بهذا الأمر، لأنها قد تعتقد أن صاحباتها فقط هم من يطلعن على الصور، بينما ممكن أن يحصل آخرون عليها بطريقة ما، ويستخدمونها بشكل غير مقبول، ومشددا على أن الانتشار الكبير للصور الشخصية التي يتم التقاطها للبنات داخل منازلهن بات أمرا غير مقبول على الاطلاق.

بينما يعبر أحمد الأسمر - 26 سنة - عن وجهة نظر متشددة إلى حد ما، حيث يقول: "زوجتي لن تضع صورتها أبدا، فأنا أرفض ذلك تماما، لأن الله قد كتبها لى أنا فقط، فلماذا يمكن للجميع رؤيتها. الموضوع ليس فرض رأي، لكنني أعلم أنها مقتنعة أن هدفي هو حمايتها والمحافظة عليها، ولذلك ستفعل ما أطلبه منها عن اقتناع".

وبينما كانت الأغلبية الساحقة للآراء ترفض هذا الأمر رفضا قاطعا، إلا أنه كانت هناك بعض الآراء الأقل تشددا، والتي وافقت على مضض أن تضع البنت صورها الشخصية على صفحتها في فيس بوك، إلا أن أصحاب هذه الآراء قد وضعوا أيضا قائمة من الشروط والمحاذير، حتى تحصل الفتاة على وثيقة القبول. والغريب أنه لم يكن هناك من آراء تسلّم بأن هذا الأمر بات شيئا عاديا مع تحول فيس بوك لجزء من عاداتنا اليومية.

يقول تيمور شحاتة - 29 سنة: "من الممكن ان أوفق على هذا الأمر، بشرط ألا تتصدر الصورة صفحتها الرئيسية، فيمكنها مثلا أن تضع بضع صور لها داخل ألبوم خاص، تطبق عليه بعض شروط الحماية، بحيث لا يراه سوى أصدقائها، كما لابد أن تكون هذه الصور جماعية وليست شخصية، كأن تكون صور احتفال أو زفاف أو شئ من هذا القبيل، لكن أن تكون الصور شخصيا تعرض لزوجتي داخل بيتها، فإن ذلك يدخل في رأيي تحت بند (قلة الحياء) ".

أما محمد السيد - 23 سنة، فيقول: "لا أحب أن تكون صور زوجتي على الفيس بوك، فإذا كانت زوجتي تريد أن ترسل صورها إلى أصدقائها يمكنها فعل ذلك عبر الإيميل، أعلم أن الأمر ليس عيبا، ولكنه غير مقبول بالنسبة لي، لا أحب أن تكون صورة زوجتي متاحة للجميع. لكن الموضوع في الأول والآخر ثقة وطريقة تواصل ، فلو تمكنت من إقناعي قد أسمح لها بوضع صورها".

أما رضا عبد الله - 37 سنة- فيؤكد أنه لا يمانع أن تضع زوجته صورتها على صفحتها، بشرط أن تضع صورة واحدة فقط، لا أن تؤسس لنفسها "ستوديو" و معرض لألبوم الصور الخاص بها في كل المناسبات، حيث يؤكد عبد الله أن الصور الشخصية تعد نوعا من الذكريات الخاصة والمناسبات الشخصية، فلماذا تكون متاحة على الملأ، لافتا إلى أن محتوى الفيس بوك كله يوجد في أمريكا وإسرائيل وهو مصدر غنى بالمعلومات والبيانات ، فلماذا نستخدمه نحن لتوثيق خصوصياتنا؟!

ويختتم رضا عبد الله كلامه مستشهدا بقصيدة عامية للشاعر الشاب أحمد عاطف مجاهد، تقول أبياتها:

كانوا البنات
في وقت فات
مابيدوش لحد صورهم
ومايرضوش يكتبوا جوابات
عشان محدش يجيب سيرتهم
ليه دلوقتي؟
مفيش ولا بنت
غير وصورها كتير ع النت
أعرف واحدة
صورها الجامدة
جوزها بنفسه اللي حاططهم




المقالات ذات صله