الحوار والنقاش مع طفلك يحميه من التوحد

كثير من الأسر العربية، تفتقد لغة الحوار وثقافته؛ فهم يأكلون ويشربون ويذاكرون دروسهم أو يذهبون لعملهم، يجتمعون مرات على مائدة الطعام، أو أمام شاشات التلفزيون لكنهم لا يتحاورون... الدكتورة فؤادة هدية أستاذة الطب النفسي معنا...تعرض المشكلة وتضع الحل.



المشكلة والعلاج من 2 - 12 عاماً


الحوار الأسري جزء من التعليم الأساسي ينبغي أن يتلقاه الإنسان منذ الصغر؛ ليتعرف على العالم الخارجي من حوله وتتأسس لغة لديه، وحتى يشعر بأنه محبوب ومحمي، وإلا تعرض إلى التوحد وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين.


محاورة الابن تبدأ منذ الرضاعة، الأطفال يحتفظون بالصوت الذي يسمعونه ثم يعيدونه...حاوريه واقرئي له قصة صغيرة بصوتك.
كلما كبر طفلك حاوريه أكثر وتبادلي الرأي معه، وعند المناقشة دعي عينيك في عينيه، استمعي جيداً له، اسأليه أسئلة تعبر عن اهتمامك به، وأعيدي عليه ما سمعته ولا تنهريه حينما يخطئ، وشجعيه أن يقول رأيه ويختار بين الآراء.


اجعلي من كل حدث يقوم به طفلك بداية لحوار؛ إن رجع من المدرسة فاسأليه، إن ذهب إلى عيد ميلاد صديق فحاوريه، وأن ذهب للنادي فلا تتركي الحدث يمر مرور الكرام.
إن اجتمعتم أمام فيلم أو برنامج فأخبريه برأيك، واسأليه عن رأيه... ما يقوي تركيزه ويدفعه للتدقيق فيما ينطق به.


للآباء دور في النمو العاطفي والاجتماعي مع الابن؛ فمن خلال الحوار يتغلب على مشكلة الخجل، ويتعلم كيفية التعبير عن عواطفه، وتقوى علاقته بمن حوله ويزيد ثقته بهم.
أبدي استعدادك في إغلاق أي جهاز تعملين عليه أو تشاهدينه لمجرد سماع ابنك، ولا تقاطعيه وتعاملي معه كما لو كان صديقاً، وانزلي إلى مستواه في التحدث لتزداد فاعلية الحوار.


حوارك المستمر يعلم أبناءك الحوار مع الآخرين خارج نطاق المنزل، وبه تتعرفين على مستوى تفكيرهم ومكامن القوة والضعف في شخصيتهم.
لا تربطي حوارك مع ابنك بوجود مشكلة؛ تحاوري معه لتخلقي المحبة بينكما وتكتشفي بعض مهاراته المكبوتة ومن ثم صقلها وتنميتها لديه.


طرق للعلاج:


خلق الحوار أو التمهيد له لن يأخذ منك الكثير...فهي أسئلة وكلمات تفتح أبواباً من النقاش تكشف الكثير من جوانب شخصية الطفل في المدرسة، تعرفين إن كان هناك من يتنمر بطفلك أو إذا كان هو من يتنمر على أحد، أي المواد التي يشعر فيها بضعف وأي منها يحبها.
أخبرني بشيء أضحكك اليوم بالمدرسة؟ لو بإمكانك اختيار من يجلس بجانبك...من تختار؟ ما الكلمة الجديدة، أو ما الشيء الغريب الذي أخبرك به المعلم؟


أخبرني عن الشيء الجديد الذي تعلمته اليوم؟ مع من تحب أن تلعب في الاستراحة؟ ما أحسن شيء حدث لك اليوم؟ ما الكلمة الأكثر استخداماً لدى المعلمة بالصف؟ ما الذي يجب أن تتعلمه أكثر في المدرسة؟
أين تلعب في الاستراحة؟ من أكثر شخص تحبه ولماذا؟ ومن يضحكك في الصف؟ هل ترغب في تغيير مكانك في الصف... ولماذا؟




المقالات ذات صله